دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

ناشطة من السويداء: نحن نتعرض للإبادة والمواد الأساسية للحياة تكاد تُفقد لدينا

أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – مع استمرار الاشتباكات وانقطاع الطرق عن محافظة السويداء مع توافد أرتال المسلحين من العشائر إلى المنطقة الجنوبية، يعيش سكان المنطقة حالة إنسانية صعبة ومزرية مع فقدان أغلب المواد الغذائية والطبية وانقطاع تام للتيار الكهربائي والمياه، فيما يزيد الحصار والاشتباكات وعمليات القصف على المدينة من معاناة المدنيين فيها، وسط تأكيد بأن المنازل والمشافي امتلأت بالجثث والجرحى.

ومع انقطاع الاتصالات وخدمة الانترنت عن المحافظة بشكل كامل، حاولت شبكتنا التواصل مع أي من الشخصيات والناشطين والسياسيين في المحافظة للاضطلاع على ما يعيشونه، خاصة في ظل عدم وجود إعلام محلي وحتى عربي ينقل معاناة أهالي السويداء للعالم ويكون محايداً.

“كما العلويين والمسيحيين نتعرض للإبادة”

وفي هذا السياق استطاعت شبكتنا التواصل مع ناشطة حقوقية وسياسية من مدينة السويداء والتي تحدثت “لأوغاريت بوست” الإخبارية، عن الأوضاع في المحافظة، مشيرة إلى أن “جرائم حرب تحدث”، ولفتت إلى أن ما يحصل في مدينتها هو امتداد لما حصل بحق المكونات الأخرى من جرائم كالعلويين والمسيحيين.

وتقول الناشطة سماهر العنداري إن ما يحدث في السويداء جرائم حرب بكل معنى الكلمة يندى لها جبين الإنسانية، حيث أن المحافظة تتعرض لأكبر حرب إبادة تقوم بها “مجموعات إرهابية ومسلحة” مدعومة من الأمن العام والهدف إبادة المكون الدرزي، كونه رفض الانصياع لأوامر حكومة الأمر الواقع بلونها الواحد وفكرها الإرهابي. حسب وصفها.

“الهجوم على السويداء لرفض الدروز حكومة اللون الواحد”

الناشطة أكدت أن الدروز مازالوا دعاة سلام، وهم يعيشون ضمن مناطقهم ولكن بعد أن شاهد العالم أجمع ما حصل في الساحل من جرائم إبادة بحق المكون الأخوة العلويين وبعد الحرب الممنهجة ضد الأقليات، حيث أنهم لايزالون يتذكرون تفجير كنيسة مار إلياس.

وتؤكد الناشطة أنهم رفضوا رفضاً قاطعا دخول هذه الأطراف إلى السويداء حفاظاً على حياتهم، وبذلك بدأوا بمحاربتهم بلقمة عيشهم من خلال قطع الدخل الوحيد لأهل السويداء أي قطع الرواتب عن الموظفين والمتقاعدين للضغط عليهم.

“القتل يقع تحت التكبيرات والأحاديث الطائفية”

والأحداث تسارعت إلى وصولهم لإعلان الجهاد وحرب الإبادة الممنهجة، وتابعت أن الشيخ حكمت الهجري وافق “مرغماً” على دخولهم للمحافظة على أمل قطع حمام الدم الذي بدأوا به منذ عدة أشهر من خلال هجومهم على قراهم، ووافق الشيخ الهجري على دخول الأمن العام للمحافظة على أمل وقف القتال ضد الموحدين المسلمين الدروز، فما كان منهم إلا أن عاثوا فسادا وقتلا ونهبا وحرقا في المحافظة.

الناشطة من السويداء قالت أن قتل النساء والأطفال الشيوخ بعد إهانتهم مع حرق المنازل كلها كانت تأتي تحت صرخات التكبير وأحاديتهم التكفيرية الطائفية، كما قاموا بسبي النساء وحرق المنازل والممتلكات.. وأن شهدائهم وجرحاهم باتوا بالمئات.

وأكدت الناشطة سماهر أن لديهم المئات من الصور والفيديوهات التي توثق جرائم المسلحين في السويداء.

“انقطاع سبل الحياة”.. “الإعلام حرض على الفتنة”

وعن الأوضاع الإنسانية والخدمات في المحافظة، أضافت أن المحافظة تعيش في ظل انقطاع تام للتيار الكهربائي والاتصالات لليوم الثامن تواليا، مع نقص حاد في المواد الغذائية والطبية والاسعافية، داعية إلى مساندتهم على الفور، كون الجثث باتت مكدسة في المشافي والمنازل والشوارع.

المواطنة الدرزية اعتبرت أن التحريض والتجييش الإعلامي الذي حصل من خلال بث الأكاذيب وتحريض العشائر ضد أهل السويداء جاء بعد انتصارهم في المعركة وإبعاد المهاجمين عن مناطقهم، وشددت على أنهم يمارسون حق الدفاع المشروع عن أنفسهم كون ما يحدث في السويداء لا يمكن أن يتخيله عقل من قتل ممنهج، وكل ذلك مغيب عن وسائل الإعلام في ظل غياب الإعلام الحر.

وطالبت الناشطة سماهر العنداري عبر شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية من السوريين والعرب والمجتمع الدولي بإنقاذ ما تبقى من السويداء؛ وأطفالها ونسائها، وعبرت عن أملها في أن يصل صوتها للعالم كونهم يتعرضون للإبادة.

إعداد: ربى نجار