دمشق °C
أوغاريت بوست (مركز الأخبار) – لاتزال جبهات السويداء تشهد اشتباكات بين الفصائل الدرزية والعشائر بمؤازرة قوات الحكومة الانتقالية ومقاتلين أجانب، يأتي ذلك في وقت ترتكب القوات الحكومية لجرائم حرب بحق المدنيين الدروز، فيما حذرت إسرائيل الرئيس أحمد الشرع من أنهم سيتدخلون في حال علموا أن قوات حكومية تشارك العشائر بالهجوم على السويداء.
الحصاد الميداني – محافظة السويداء
قال مواطن درزي من داخل مدينة السويداء إن الاشتباكات لاتزال مستمرة، مشيراً إلى أن الاتصالات شبه مقطوعة، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين ولم يتدخل لمساعدتهم، وقال إن التحالف الدولي شن غارات على مسلحين من داعش جاؤوا من البادية للمشاركة بالهجمات، كاشفا عن مشاركة مقاتلين أجانب في الخط الأول للجبهة وخلفهم “عناصر الأمن العام” تحت مسمى العشائر.
أقدمت مجموعة مسلحة تابعة للحكومة الانتقالية على جريمة إعدام شبان دروز في السويداء، حيث أظهرت مشاهد مصورة المسلحون يسوقون الشبان إلى أحد الطوابق بإحدى الأبنية وإجبارهم على إلقاء أنفسهم من طابق مرتفع، ليقوم المسلحون بإطلاق النار عليهم قبل إلقائهم لأنفسهم، وسقوط الشبان من ارتفاع شاهق.
توجهت أرتال جديدة للعشائر من حمص ودير الزور نحو محافظة السويداء، حيث ضمت الأرتال بضعة مئات من المقاتلين في ظل تسهيلات من قبل الحكومة الانتقالية، وسط معلومات تشير إلى وجود عناصر من القوات الحكومية ضمن هذه الأرتال، يرتدون الزي العشائري، ويُقدَّمون على أنهم من أبناء البدو.
انسحبت بعض عشائر حوران من محاور القتال في السويداء، وذلك بعد أيام من مشاركتها في القتال وفقدانها لجميع أسلحتها ونفاذ الذخيرة والمؤن والمياه وذلك خلال المعارك التي خاضتها مع الفصائل الدرزية، إضافة إلى فرار بعض من مسلحي العشائر وانسحاب أخرى من محاور القتال.
محافظة حلب
انتشر مقطع مصور يعود لأحد عناصر “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا وهو يعلن أنهم سيزودون “العشائر” بصواريخ تركية، ويقول المسلح إن قيادي يدعى “أبو الشامي المشهداني” هو من قام بالتبرع بهذه الصواريخ للعشائر واستخدامها في مهاجمة الدروز في السويداء.
محافظة الحسكة
شبه مسؤول كردي “أخطاء” الحكومة الانتقالية بالتي كان يفعلها نظام بشار الأسد، مشيراً إلى ضرورة الاستجابة لقضية السويداء كونها “وطنية”، مؤكداً أنهم سيستجيبون لنداء الشيخ الهجري، وأشار المسؤول في الإدارة الذاتية حسن كوجر إلى أن عدد من المسلحين يرفعون شعارات داعش، وأن ما يحدث في السويداء ليس تصرفاً فردياً بل نهج ممنهج.
تنظيم داعش الإرهابي في سوريا
أفادت مصادر محلية بأن عناصر من خلايا تنظيم داعش الإرهابي المتواجدين في بادية السويداء انضموا إلى المعارك الدائرة في ريف السويداء الشرقي، حيث يقاتلون إلى جانب مجموعات عشائرية مسلحة تحت غطاء أنهم من أبناء العشائر، حيث يندمج المسلحون ضمن صفوف العشائر المشاركة في الهجمات الأخيرة على بعض محاور شرق السويداء.
الحصاد السياسي
كشفت “هيئة البث الإسرائيلية” نقلاً عن “مصادر أمنية” بأن إسرائيل منحت الرئيس أحمد الشرع وقتاً محدداً للسيطرة على الأحداث في السويداء، وحذرت من أنها ستتدخل إذا اكتشفت دخول عناصر من القوات السورية إلى القرى الدرزية للقتال مع العشائر ضد الفصائل الدرزية.
كشف المرصد السوري عن “إجهاض اتفاقية لوقف إطلاق النار” في محافظة السويداء كان من شأنها أن تؤدي لاستقرار الأوضاع، ونقل المرصد عن “مصادر خاصة” بأن “القصر الجمهوري يجهض اتفاق هدنة طويل الأمد سعت إليه شخصيات وطنية من درعا والسويداء، ويهدف إلى وقف التوتر ووقف دائم وطويل لإطلاق النار، وأن القصر اعتبر ذلك هزيمة”.
كشف مصدر طبي لوكالة “فرانس بريس” أن المشفى الوطني في السويداء استقبل منذ صباح الاثنين الماضي أكثر من 400 جثة، بينها جثامين لنساء وأطفال، ويقول الطبيب العامل في المستشفى ونقيب الأطباء في السويداء عمر عبيد إن “البرادات لم تعد تتسع.. الجثث انتفخت.. بالتأكيد هناك أكثر من 400 شهيد ما بين نساء وأطفال ومسنين ومقاتلين”.
أكد المبعوث الأممي غير بيدرسن أن الاعتماد على فكرة الحماية الدولية لمحافظة السويداء أو توقع تدخل قوات تابعة للأمم المتحدة أو غيرها “أمر غير واقعي”، وشدد على ضرورة التزام جميع الأطراف باحترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، معبرا عن إدانته للضربات الإسرائيلية التي طالت دمشق.
طالبت الأمم المتحدة، الحكومة الانتقالية، بمحاسبة المسؤولين عن جرائم القتل والانتهاكات التي وقعت في محافظة السويداء، ودعت إلى ضمان المساءلة وتحقيق العدالة في ما يتعلق بعمليات القتل والانتهاكات الخطيرة، وأشار البيان إلى تقارير عن مقتل مئات الأشخاص منذ 12 يوليو، كما أعربت المفوضية عن قلقها إزاء تقارير عن سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الجوية الإسرائيلية.