دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

مواطن أميركي بين ثمانية من أفراد عائلة درزية أُعدموا خلال العنف الطائفي في سوريا

كان حسام سرايا، الأميركي من أصل سوري البالغ من العمر 35 عاماً، من بين ثمانية اشخاص من عائلته قُتلوا بإعدام ميداني خلال موجة من العنف الطائفي التي اندلعت الأسبوع الماضي في محافظة السويداء جنوب سوريا، بحسب ما أكدته عائلته وأصدقاؤه لـCNN.

وأظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي عملية الإعدام، حيث يظهر رجال مسلحون بلباس عسكري وأقنعة وهم يطلقون النار على ثمانية محتجزين، مرددين “الله أكبر”. وقد تحقق فريق CNN من الموقع الجغرافي للفيديو، لكن لم يتمكن من التحقق من هوية المسلحين. وقال أحد أصدقاء العائلة إن المسلحين ينتمون على الأرجح إلى جماعات موالية للحكومة.

وبحسب اثنين من أقاربه، أحدهما في سوريا والآخر في الولايات المتحدة، فإن من بين القتلى شقيقه كريم وأفراداً آخرين من العائلة، ولم ينجُ من الذكور سوى النساء والأطفال. وأوضح أحدهم أن حسام كان قد عاد إلى سوريا للعناية بوالده المريض، بعد أن أمضى سنوات في ولاية أوكلاهوما الأميركية.

وقالت إحدى قريباته اللواتي نجين من الهجوم إن المسلحين اقتحموا منزل العائلة المؤلف من عدة طوابق في ساعة مبكرة من الصباح، بعضهم بلباس عسكري وآخرون بلباس بدوي، فيما ارتدى أحدهم زي “الأمن العام” السوري. وأضافت: “قالوا لنا نحن جيش أحمد الجولاني، كما هددوها بالقتل والاغتصاب إذا تكلمت.

وأوضحت أن الشبان في المنزل حاولوا المقاومة، لكنهم هُزموا واقتيدوا إلى ساحة تشرين القريبة، حيث أُعدموا. وأكد صديق للعائلة كان حاضراً أنه رأى المسلحين يقتادون الرجال الثمانية، ويتركون النساء داخل المنزل.

وفي تصريح لـCNN، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين بابا إن الحكومة “ترفض بشكل قاطع” الجرائم ضد المدنيين، مضيفاً أن كل من ارتكب هذه الأفعال سيُحاسب “بغض النظر عن طائفة أو قومية الضحايا”.

وتحدثت قريبة في الولايات المتحدة عن اللحظات الأولى لمعرفة العائلة بالحادثة، حين وصلتها رسالة يائسة من إحدى الناجيات تقول: “ادعوا لنا، خطفوا الشبان، أطلقوا النار على المنزل، وسرقوا كل شيء”. وبعد 12 ساعة من الانتظار، وصلهم الفيديو المنتشر الذي أكد مقتل أقربائهم.

وقال صديق العائلة إن الرجال الثمانية اقتيدوا لمسافة 200 متر إلى ساحة تشرين، حيث تم إعدامهم رمياً بالرصاص. وأرسل أحدهم رسالة أخيرة جاء فيها: “ساعدونا إن استطعتم، لقد حاصرونا”. وتعرف الصديق على جثة حسام سرايا من خلال الفيديو، قائلاً: “لا أعرف كيف يمكن للوحوش أن يفعلوا ذلك”.

وزارة الخارجية الأميركية أكدت، الإثنين، مقتل مواطن أميركي في السويداء، فيما قدمت المتحدثة تامي بروس تعازيها لعائلة سرايا، وقالت إن الوزارة تقدم الدعم القنصلي، لكنها امتنعت عن ذكر المزيد من التفاصيل.

من جانبه، كتب السيناتور عن ولاية أوكلاهوما جيمس لانكفورد على منصة X (تويتر سابقاً): “كان حسام من أوكلاهوما ومن أبناء الطائفة الدرزية، وقد أُعدم بشكل مأساوي مع أفراد عائلته في سوريا”. وعبّر زميله السيناتور ماركواين مولين عن صدمته من الحادث، مؤكداً أنه يتواصل مع شركاء في المنطقة لمعرفة تفاصيل أكثر.

يُذكر أن الاشتباكات الطائفية التي اندلعت في 13 تموز بين الدروز والقبائل البدوية جنوب سوريا أدت إلى مقتل المئات، وشكلت أحدث موجة عنف منذ سقوط نظام بشار الأسد على يد تحالف من الجماعات الإسلامية المسلحة.

وقد دفعت هذه التطورات إسرائيل إلى التدخل دعماً للطائفة الدرزية، فيما سارعت الولايات المتحدة ودول أخرى إلى محاولة احتواء التصعيد.

وأعلنت الحكومة السورية في نهاية الأسبوع التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين قواتها والمجموعات الدرزية والقبلية، فيما أعلن السفير الأميركي لدى تركيا، توماس باراك، التوصل إلى اتفاق هدنة منفصل بين سوريا وإسرائيل، قائلاً إن الاتفاق حظي بدعم كل من تركيا والأردن ودول مجاورة أخرى.

المصدر: CNN

ترجمة : أوغاريت بوست