تكشف مجازر جماعية مروعة في محافظة السويداء، وُثّقت عبر مئات الفيديوهات والصور، عن حملة مدروسة من القتل الطائفي ضد الطائفة الدرزية، نُفّذت بدعم مباشر من الولايات المتحدة وإسرائيل، عبر الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، وهو قيادي سابق في تنظيم القاعدة جرى إعداده لسنوات من قبل واشنطن ولندن لتولي الحكم في دمشق.
مجازر مدروسة وأهداف استراتيجية
بحسب المعطيات التي نشرها The Cradle ومصادر أخرى، فإن الهجمات تهدف إلى دفع الدروز للجوء إلى إسرائيل طلباً للحماية، ما يمنح تل أبيب ذريعة لتوسيع احتلالها للجنوب السوري، وإنشاء ما يعرف بـ”ممر داود” لربط الجولان المحتل بقاعدة التنف الأميركية ومناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، في إطار خطة أوسع لتفتيت سوريا.
بدأت شرارة العنف يوم الأحد 13 تموز، بعد حادثة اختطاف بائع فواكه درزي من قبل مسلحين بدو على الطريق بين دمشق والسويداء، وتفاقمت سريعاً إلى مواجهات بين الفصائل الدرزية والميليشيات البدوية. وفي 15 تموز، أمر الشرع بإرسال قوات الجيش والأمن الداخلي إلى المنطقة، بذريعة تهدئة النزاع، إلا أن هذه القوات انضمت إلى الميليشيات البدوية ونفذت مجازر بحق المدنيين الدروز، وشملت عمليات إعدام ميدانية ونهب وحرق للمنازل.
تقارير صحفية من وكالات مثل ميديا لاين ورويترز أكدت أن القوات الحكومية شاركت في عمليات القتل، وجرى التعرف عليها من خلال زيّها الرسمي وشعاراتها.
مشاهد مروعة وأدلة موثّقة
انتشرت آلاف الصور والمقاطع المصورة التي توثق إعدامات جماعية، وعمليات ذبح، واعتداءات جنسية، وخطف لنساء درزيات. أظهر أحد المقاطع جثث 15 مدنياً من عائلة آل رضوان في دار ضيافة قُتلوا أثناء جلوسهم لشرب القهوة. في مشهد آخر، أُحرق رجل حيّاً وهو مقيد إلى كرسي. ونُفذت بعض هذه الجرائم من قبل فصيل “أنصار التوحيد – الفرقة 82” التابع للجيش، بحسب ما نقله الصحفي الفلسطيني وائل عصام.
تدخل إسرائيلي “منسق”
رداً على هذه المجازر، شنت إسرائيل غارات في قلب دمشق في 16 تموز، استهدفت وزارة الدفاع ومحيط القصر الرئاسي، كما قصفت دبابات سورية كانت متجهة نحو السويداء. إلا أن الغارات الإسرائيلية جرى تنسيقها مسبقاً مع الاستخبارات التركية، ما مكّن المسؤولين السوريين من إخلاء مواقعهم قبيل القصف.
وبحسب مصادر رسمية تحدثت لوكالة *رويترز*، فإن واشنطن وتل أبيب منحتا “الضوء الأخضر” للشرع لشن العملية، استناداً إلى تفاهمات أمنية غير معلنة جرى التوصل إليها في اجتماعات بباكو.
حشد قبلي منسّق وعبور عبر الحواجز
لم تقتصر المجازر على القوات النظامية، بل شاركت فيها ميليشيات قبلية من عشائر العقيدات والنعيم، وصلت من دير الزور بعد رحلة تجاوزت 700 كيلومتر، ومرّت بسهولة عبر حواجز تابعة للنظام ولقوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركياً. قاد الحشد ضباط رفيعو المستوى مثل محمد الجاسم (أبو عمشة)، وزير الاستخبارات حسين السلامة، وقياديون في هيئة تحرير الشام.
صحيفة “الدرج” أشارت إلى أن الحشد لم يكن عشوائياً بل جزء من خطة بديلة بعد فشل الهجوم الأول، وهو ما أكدته سهولة التحرك والانتقال عبر النقاط الأمنية.
تكتيك “المافيا” وممر داود
تتهم The Cradle إسرائيل والولايات المتحدة باتباع تكتيك “المافيا”: إذ يُطلق العنف لإرهاب المجتمع المحلي، ثم يُقدَّم الاحتلال على أنه حماية. ومع تصاعد الفظائع، بات كثير من الدروز يرون في إسرائيل جهة حماية ممكنة، ما يزيد من عزلة الطائفة عن محيطها، ويعمّق الانقسام الطائفي في البلاد.
الهدف النهائي، بحسب التقرير، هو شرعنة التوسع الإسرائيلي جنوب سوريا، وفرض واقع جغرافي جديد يخدم مصالح إسرائيل وواشنطن، ويقود إلى تفكيك الدولة السورية إلى كيانات طائفية ضعيفة.
المصدر: The Cradle
ترجمة: أوغاريت بوست