أوغاريت بوست (الحسكة) – شبه مسؤول كردي في الإدارة الذاتية لشمال شرقي سوريا “أخطاء” الحكومة الانتقالية بالتي كان يفعلها نظام بشار الأسد، مشيراً إلى ضرورة الاستجابة لقضية السويداء كونها “وطنية”، مؤكداً أنهم سيستجيبون لنداء الشيخ الهجري.
ونقلت فضائية “روناهي” الكردية عن “نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية حسن كوجر” إن “النظام السوري الحالي يكرر نهج بشار الأسد في التعامل مع المكونات السورية”، محذراً من أن استمرار السياسات الحالية في دمشق سيؤدي إلى “فقدان النظام لشرعيته”.
وأضاف كوجر أن ما جرى مع الطائفة العلوية في السابق، يتكرر اليوم مع الطائفة الدرزية، مشيراً إلى أن “النظام يستخدم أدوات التفريق والتمييز لخلق الفتن بين المكونات”، مضيفًا: “لم تسجل أي صراعات بين العشائر والدروز قبل هذا النظام، واليوم تُستنسخ تجربة دير الزور في السويداء، حيث هاجمونا باسم العشائر هناك، كما يحدث الآن مجددًا”.
وانتقد المسؤول الكردي “أداء الجيش السوري”، معتبرًا “أن كل فصيل يتصرف بعقليته الخاصة، دون أي التزام بالقانون أو الانضباط العسكري”، قائلاً إن “الفوضى داخل الجيش تُستخدم ذريعة من الدول الإقليمية للتدخل في الشأن السوري”.
وحذر حسن كوجر من “نشاط مجموعات مسلحة أجنبية ومتطرفة ضمن صفوف الجيش”، مشدداً على أن “بعض هذه المجموعات ترفع رايات تنظيم داعش وتستهدف المدنيين”، وأضاف: “لم نرَ أي موقف حكومي يعترض على وجود رايات داعش أو على سلوك هذه الفصائل”.
وفيما يخص الانتهاكات التي طالت أهالي السويداء مؤخراً، اعتبر كوجر أن حادثة قص شوارب كبار السن من الطائفة الدرزية ليست تصرفات فردية، بل تعكس نهجاً ممنهجاً، قائلاً إن “قضية السويداء هي قضية سورية بامتياز، وسنتعامل معها بروح وطنية ومسؤولية تاريخية”.
وبخصوص مناشدة الشيخ حكمت الهجري بفتح ممر إنساني إلى شمال وشرق سوريا، أعلن كوجر استعداد الإدارة الذاتية للاستجابة لهذا النداء، مؤكداً أن الإدارة ستقدم مساعدات إنسانية ومالية لأهالي السويداء، وستعمل على فتح الطريق وتعزيز العلاقة مع أبناء المحافظة.
وحول احتمالية التصعيد العسكري، لم يستبعد كوجر وقوع مواجهات مع الفصائل الموالية للحكومة، وقال: “نحن لا نهاجم أحداً، لكن سندافع عن أنفسنا عند أي تهديد. لدينا قوات مدربة وقادرة، وتحظى بدعم شعبي واسع”.
وبشأن الحوار مع الحكومة السورية الانتقالية، كشف كوجر عن استمرار اللقاءات، لكنه شدد على رفض الإدارة لأي صفقات أو متاجرة بالمناطق. وقال: “لن نتخلى عن سلاحنا ما دام خطر داعش قائمًا. سلاحنا هو لحماية الدولة وليس لمواجهتها”.
وأكد أن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ستندمج مستقبلاً داخل الجيش السوري ككتلة واحدة وليس كأفراد، مشيرًا في ختام حديثه إلى أن هدف الإدارة الذاتية هو بناء جمهورية سورية ديمقراطية تضمن الحقوق والحريات لجميع المكونات دون تمييز.
المصدر: قناة روناهي الكردية