دمشق °C

⁦00963 939 114 037⁩

رواية رسمية “مستهجنة” بعد مقتل شاب سوري عاد من ألمانيا

أوغاريت بوست (دمشق) – في حادثة جديدة تسلط الضوء على الانتهاكات المستمرة داخل مراكز الاحتجاز التابعة للحكومة الانتقالية في سوريا، توفي الشاب السوري يوسف اللباد، العائد مؤخراً من ألمانيا، تحت التعذيب في أحد مراكز الاعتقال بدمشق، وذلك بعد أيام فقط من توقيفه دون توجيه أي تهم رسمية بحقه، بحسب ما أفاد “المرصد السوري لحقوق الإنسان”.
وذكرت مصادر مقربة من العائلة أن جثمان اللباد سُلّم لأسرته وهو يحمل آثار تعذيب واضحة، شملت كدمات وجروحاً متفرقة، ما أثار موجة غضب واستنكار في الأوساط الحقوقية والإنسانية. غير أن وزارة الداخلية في الحكومة الانتقالية خرجت برواية وُصفت بأنها “مستهجنة”، حيث ادعى قائد الأمن الداخلي في دمشق، العميد أسامة محمد خير عاتكة، أن الشاب كان يعاني من “اضطراب نفسي”، ودخل المسجد الأموي في حالة من “الهذيان”، ثم “أقدم على إيذاء نفسه” أثناء وجوده في غرفة الحراسة.
الرواية الرسمية، التي تجاهلت تماماً شهادات الأسرة والمعطيات الطبية، قوبلت برفض واسع، واعتبرها حقوقيون محاولة لتغطية جريمة موثقة بالأدلة، ولا تنفصل عن سلسلة من الانتهاكات الممنهجة داخل أماكن الاحتجاز. فقد وثّق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” منذ بداية العام الجاري مقتل 45 معتقلاً تحت التعذيب، معظمهم من محافظة حمص.
ويرى مراقبون أن الحكومة الانتقالية السورية تواصل التعامل مع هذه الوقائع بأساليب الإنكار والتبرير، دون اتخاذ خطوات جدية نحو فتح تحقيقات مستقلة أو محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، ما يعيد إلى الأذهان ممارسات الأجهزة الأمنية إبان الحقبة السابقة.
وكان يوسف اللباد قد عاد إلى سوريا بهدف ترتيب أوضاعه العائلية، لكنه واجه مصيراً مأساوياً انتهى بجنازة صامتة وجثة تحمل آثار العنف، في مشهد يلخص ما آلت إليه أحوال الحقوق والحريات في البلاد.
المصدر: أوغاريت بوست + إعلام سوري