أوغاريت بوست (السويداء) – حصلت شبكة “أوغاريت بوست” الإخبارية على رسالة لعضو المكتب السياسي لحزب العمل الشيوعي في سوريا، رياض زهر الدين، يتحدث فيها عن موجة العنف على السويداء في تموز/يوليو 2025.
وجاءت في الرسالة، إن حزبهم خاص معركته الفكرية والسياسية لعقود ضد نظام آل الأسد – من حافظ إلى بشار.
وأشار زهر الدين إلى تقديمه لهذه الشهادة بوصفها توثيقاً مباشراً لما جرى في مدينة السويداء خلال الفترة الماضية استنادا إلى مشاهدتي الشخصية معايشته الميدانية للحدث.
وقال إنه بعد سقوط النظام المركزي (نظام البعث) وظهور “سلطة الأمر الواقع” – (الحكومة الانتقالية) ذات الطابع الديني، رفضت السويداء الانصياع لقوة الأمر الواقع، وأعلنت بوضوح أنها لن تسلم سلاحها إلا لحكومة منتخبة مدنية، حيث أن هذه السلطة لم تتحمل هذا الموقف، لذلك “بدأت محاولات اختراق الصف الداخلي للمجتمع الدرزي”.
وأضاف أنه مع المتغيرات الإقليمية والدولية التي تصب في صالح تكريس هذه السلطة، أعطي للرئيس السوري أحمد الشرع الضوء الأخضر بالدخول إلى السويداء، بشرط عدم إراقة دماء كثيرة، لكن ما حدث كانت عملية اقتحام عسكرية شاملة ومجزرة مفتوحة بحق المدنيين.
ولفت زهر الدين إلى أن الهجوم بدأ تزامناً مع انقعاد اجتماع رسمي في باكو، وكانت هذه الهجمات بمثابة التمهيد العملي للعملية العسكرية، وفي الـ13 تموز، بدأ الزحف العسكري الكبير، من قوات الأمن والجيش، تحت ذريعة فض الاشتباك بين البدو وبعض شبان المدينة، وهذا كان غطاء زائف لعملية اقتحام مبيتة.
وأشار زهر الدين إلى القصف العشوائي الذي طال الأحياء المدنية وسجلت حالات قتل جماعية وتصفية على خلفية طائفية، وعدد الشهداء بلغ الآلاف، مع ارتكاب مجازر حقيقية.
وقال إنه كان شاهداً على استهداف مباشر طال مكاناً بالقرب منه، ولفت إلى شجاعة الناس الذين لم تنكسر إرادتهم، ورغم بشاعة المجزرة والتفوق الناري صمد الناس.
وتابع أن المجتمع الدولي اضطر للتدخل بسبب بشاعة المجازر، وإسرائيل رأت نفسها مضطرة للتدخل والقصف لمنع حدوث إبادة جماعية.
وأكد زهر الدين أن المحافظة تمر بما يشبه العقاب الجماعي، حيث الحصار منذ أكثر من 15 يوماً، انقطعت خلالها الكهرباء عن المنازل والمؤسسات، واقتحمت قوات مهاجمة المشفى الوطني وقتلت المصابين.
مشيراً إلى أنهم بلا خبز وماء ودوار ومحروقات، فقط الكهرباء والاتصالات عادت مؤقتا لبعض الأحياء إلا أنه سرعان ما تم استهداف خطوط التغذية.
ووصف زهر الدين ما جرى في السويداء “بالمجزرة المعلنة ضد مدينة رفضت الخضوع”، وأن السويداء في مقاومتها لم تدافع عن نفسها فقط بل عن جميع السوريين.
المصدر: عضو المكتب السياسي لحزب العمل الشيوعي في سوريا – رياض زهر الدين